المسكة

فی ماورد عن أهل بیت النبوه

يبحث هذا الكتاب الشريف عن مباحث الولاية كالخلق النوري والفضيلة النورانيّة، ورموزها وكنوزها التي كانت من المباحث الصعبة المستصعبة، الخشنة المخشوشة.

ومن مباحثه الأخرى علم الحياة والعيشة وتدبير المنزل بأنواعه، ويحتوي آداب تأديب النساء، وحق المرأة على الزوج وحقّ الزوج على المرأة، والمذموم من أخلاق النساء وصفاتهنّ والممدوح منها، وطرق صحّة البدن كما تبحث عن مداواة الروح وتهذيب النفس وآداب السلوك وقواعده، ففيه البراهين الساطعة، والقول البليغ، والمنطق السليم، والمعالم والمعارف، والظرائف والطرائف، والأنوار والأزهار، والحكم والآثار ممّا يفتقر إليها المجتمع البشري، وتصلح بها الأمّة المسلمة، ويحتاج إليها كلّ حكيم بارع، وعاقل محنك، وخلقي كريم، وفيلسوف نابه، وعارف ناصح، وإمام مصلح.

وبالجملة قسّمته على ستّة عشر قسماً، وهي هذه:

القسم الأوّل في «التوحيد»؛

القسم الثاني في «العقل والمعرفة»؛

القسم الثّالث في «الايمان»؛

القسم الرابع في «العلم»؛

القسم الخامس في «القرآن الكريم»؛

القسم السادس في «الولاية»؛

القسم السابع في «سيرة أهل البيت عليهم السلام»؛

القسم الثامن في «آداب السياسة»؛

القسم التاسع في «الدنيا»؛

القسم العاشر في «المرأة»؛

القسم الحادي عشر في «العيشة»؛

القسم الثاني عشر في «الحكم والآداب»؛

القسم الثالث عشر في «المواعظ والوصايا الجامعة»؛

القسم الرابع عشر في «الجهاد»؛

القسم الخامس عشر في «الغيبة والتقية والظهور والرجعة»؛

القسم السادس عشر في «الموت والمعاد».

ووجدت في سفري هذا كانت هذه الأحاديث مسكة محكمة، سفينة نجاة، مشحونة بذخائر السعادات، وألفيتها فلكاً مزيّناً بالنّيرات المنجية عن ظلم الجهالات، ورأيت سبلها لائحة، وطرقها واضحة، وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة، وأصوات الداعين إلى الفوز والنجاح في مناهجها مسموعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة، وحدائق خضرة، مزينة بأزهار كلّ علم، وثمار كلّ حكمة، وأبصرت في طيّ منازلها طرقاً مسلوكة معمورة، موصلة إلى كلّ شرف ومنزلة. فلم أعثر على حكمة إلّاوفيها صفوها، ولم أظفر بحقيقة إلّاوفيها أصلها.

وأرجو من اللَّه فيه أن يجعلني من تابعي من وصفهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «إنّ للّه عند كلّ بدعة تكون بعدي يكاد بها الايمان وليّاً من أهل بيتي موكّلًا به يذبّ عنه، ينطق بالهام من اللَّه، ويعلن الحقّ، وبنوره يرد كيد الكائدين، ويعبر عن الضعفاء، فاعتبروا يا أولى الأبصار وتوكّلوا على اللَّه».

الذين أكرم و صان محبّي أهل البيت عليهم السلام، الذين انقطع عن إمامهم، لا يقدرون على الوصول إليه، ولا يدرون كيف حكمه فيما يبتلون به من شرائع دينهم، فأهدى كتابي بمن وصفهم في وصيّة النبي صلى الله عليه و آله: «أنّ أعجب النّاس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النّبي، وحجبتهم الحجّة، فآمنوا بسواد على بياض» .

ورسمت عليه تعليقات هامّة، ورقمت على جميع فنونه تحقيقات رشيقة، وشرحت جميع أحاديث هذا الكتاب شرحاً لطيفاً على منهج شريف، بيّن فرائدها النفيسة، وفوائدها الشريفة، باللغة الفارسيّة، ما لا يدركه بدء النظر، ولا يبلغه أوّل الفكر، وأرجو من اللَّه طبعه ونشره آنفاً، ولكن لم أرده في هذا الكتاب منه شيئاً، وهو- كما ترى- ينمّ عن تتّبع واف، وضبط وتثبّت في النقل، يغني طالب الحديث عن سائر الكتب، فهو مرجع قيّم، وأصل شريف، يستفيد منها العالم والمتعلّم، والأستاذ والتلميذ، وتصبح مورداً لكلّ ظامى‏ء إلى العلم، صاد إلى الثقافة. فنظمتها ونسقتها واستقصيت أسانيدها وبذلت الجهد في تصحيحها سنداً ومتناً مبتنياً على أسلوب التحقيق الجديد، فألّفت هذا المجموع الآنف، وسمّيته ب «المسكة في ما ورد عن أهل بيت النبوة» لتطمئنّ إليه الخواطر من حسن ضبطه لفظاً، واتقانه معنىً، وكثرة فائدته، وعظمة عائدته.

وفي الختام نرجو من اللَّه تعالى التوفيق، ومن الناظرين دعاء الخير وحسن العاقبة لأخيهم.

وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.