الطليعة

هذه الرسالة التي بين يدي القارى‏ء الكريم تعرف موضع الغناء وحكمه ومستثنياته والفرق بين حكم الغناء وآلات الملاهي ، وتبحث عن مدارك حلّية الغناء وحرمته وتنقيدات والردود حول هذه المدارك، وفى الختام تبحث عن الرقص ووجوه حرمته، وتوكّد أنّ الرقص يكون على نحوين كما يكون الغناء كذلك، وهما السيّان في حكمهما، والمهمّ فيهما بعد نفس العمل القصد والعوارض اللاحقة والآثار الخاصّة التي تمكن أن يتحقّق بهما.

تثبت هذه الرسالة أنّ حرمة الغناء تكون من جهة الباطل والحرام والعوارض الخارجة الطارءة عليه، ولا يكون فى هذا الباب تعبّدا أصلاً، وكلّ ما يعدّ منها لا يكون حراما قهرا، فالحرمة منحصرة

الصفحة 7)

*********

فى الصوت أهل الفسوق والعصيان وإلاّ فمجرّد الصوت الحسن أو المطرب المرجّع لا يكون حراما أبدا، والصوت كمال حقيقي وصفة طبيعيّة في الإنسان والحيوان، وهو موهبة إلهيّة أوقعها اللّه‏ في طبيعتنا، وهو مشوّق ومونس للإنسان فى الأوقات الخالية والأيّام المختلفة في جهات مختلفة ومعين للنفس فى العروج وحصول القرب المعنوي، ولا فرق فى هذه الجهة بين المغنّي والمغنيّة ؛ لأنّ صوتها أيضا مشوّقة للإنسان الصالح السليمة النفس أن يميل إلى النشأة الروحيّة الأخرويّة والرقص أيضا أحد الأوصاف الكمال في الإنسان، وهو معدّ ومشوّق لتعلية الروح وصفاء الباطن في اكتساب الكمالات والمعارف الحقّة.

هذا من جهة الثبوت وفي نفس الأمر من الواقع، ولكن في الخارج مع الأسف كان غير ذلك كثيرا أو يكون على نحو اللعب والباطل مع تراكيب بالمعاصي الكثيرة، وهذه الرسالة تبحث عنها بتفصيل آتي، ونرجو من اللّه‏ التوفيق والتأييد.

وآخر دعوانا أن الحمدللّه‏ ربّ العالمين

الصفحة 8)

*********